mercredi 10 mars 2010

قصة الشكاّك ، هدية لكل الشكّاكين

جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه: إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.فتعجب الرجل وقال له: وكيف ذلك؟فقال ابن عقيل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ". ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا، فهو بلا شك مجنون

هذه القصة التي أخذتها من موقع مكتوب أهديها إلى كل شكّاك في دين أو وطنية غيره. فالشكّاكون في عصرنا هذا صاروا كالفقاقيع في كل مكان وفي جميع المجالات السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية وحتى الرياضية .

لا يخلو موقع من المواقع واقعي كان أو افتراضي من المشكّكين . في المنظمات والأحزاب الدينية نجد مشككين في دين ومذاهب بعضهم ، وهو مانعكس في كل بلد مسلم رغم قول الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا أجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن أثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا الله ان الله تواب رحيم )

في الجامعة العربية نجد المشكّكين في عروبة بعضهم ، ولم يصلوا إلى حد اليوم إلى اليقين رغم أن ديكارت اختار الشك ليصل إلى اليقين ، لا لمجرّد الشك ، بمقولته المشهور "الشك طريق إلى اليقين"

وبعد ظهور ظاهرة التشكيك في الدين ،والعروبة، برزت ظاهرة أخري حسب رأيي لا تقل خطورة عن التشكيك في الدين، لما لها من خطورة على وحدة المجتمع ومصلحته ،وهي التشكيك في الوطنية رغم ما جاء في القانون "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"

ظاهرة التشكيك في الوطنية أصبحت متداولة بين كل الناس في بلدنا، وصارت تهمة العمالة لا تقتصر لأمريكا أو الإتحاد السوفياتي ، بل لكل شيء حتى وان كان شبحا. وأصبح كل مواطن مهددا بتهمة اللاوطنية من أي شخص مهما كان جهله بمفهوم الوطنية ، وذلك بمجرّد التعبير عن غضبه من مردود فريق كرة قدم . أو صرّح بعدم استلطاف شخص ما (رغم أن القبول من عند ربي).. أو أقرّ بصريح العبارة أنه لا يحب أكل الكسكسي والبسيسة، وحساسيته لمشموم الفل .

لقد حظرت العديد من اللقاءات والندوات والنقاشات حول موضوع مفهوم الوطنية وترسيخها عند المواطن. لكن هل يمكن القول بأن هذه الأشغال قد حققت أهدافها المرجوة والتي لا يختلف إثنان على أن أهمها هو توحيد الشعب لما فيه خير للبلاد والعباد؟ أم أن النتيجة كانت عكسية باعتبار ما نشاهده من تنامي العلاقات العدائية بين التكتلات الجهوية ، والإجتماعية والرياضية، والتراشق بتهمة اللا وطنية في نقاشات تكتلات "المثقفين" والغير مثقفين ،على صفحات الفايس بوك والمدونات والمنتديات .

عندما يقع تلقين مفهوم من المفاهيم ، دون تفسير معناه الصحيح، ومجال تطبيقه ، كما هو الحال في طريقة التعليم ببلادنا، من المؤكّد أن النتائج سوف تكون سلبية. و استخدام كلمة الوطنية من طرف بعض عقول العصافير الجامدة والخاملة، كشعار أو عنوان لصفحته أو موقعه الإلكتروني ، كإثبات وحيد وكاف لوطنيتهم، وحتى يعطوا لنفسهم حق اتهام غيرهم بالا وطنية ، ليس إلا دليلا قاطع على فشل طريقة التلقين.

وأحسن مثال للعقول الجامدة والمتخلّفة ، ما جاءنا به فيديو موجود على صفحات الفايس بوك ، لخصومة تونسيتان في ستار أكاديمي و "العرك والمعروك وتقطيع الشعر" أمام أنظار العالم بحجة حبهما لامتلاك العلم التونسي ، الذي سوف يكون برهانهما القوي لمدى وطنيتهما، واتهامهما لبعضهما بالا وطنية ، لهو أكبر دليل على نتيجة طريقة تلقين مفهوم الوطنية.

3 commentaires:

  1. يا هناني في الفيديو متاع الفايسبوك, الزوز بنات توانسة قطعو شعورات بعضهم خاطر وحدة منهم قالت للاخرى انت ماكش متربية.

    RépondreSupprimer
  2. ماهي العركة يا سفيان بدات على خاطر العلم ، كل وجدة تحب تاخذو هي وتعتبر روحها الوحيدة إلى تمثل تونس
    هههههه

    RépondreSupprimer
  3. زعمة للدرجة هاذي تكب سعدها تونس, باش يمثلوها بنات كيف هكاكا.

    RépondreSupprimer